:: تعريف القرآن الكريم ::
--------------------------------------------------------------------------------
القرآن ( تعريفه ، حقيقته )
القرآن هو : اللفظ العربي المعجز المُوحى به إلى محمد صلى الله عليه و سلم المُتعبد بتلاوته و الواصل إلينا عن طريق التواتر .
إذا تأملت في هذا التعريف ، وجدت فيه قيوداً أربعة ، هي :
المُعجز ، المُوحى به ، المُتعبد بتلاوته ، المُتواتر
أولاً – المُعجز : و يقصد منه ما اتصف به القرآن من البلاغة و البيان اللذين أعجزا بلغاء العرب كافة عن الإتيان بأقصر سورة من مثله ، رغم التحدي المتكرر ، و رغم التطلع الشديد لدى الكثير منهم إلى معارضته و التفوق على بيانه . و للقرآن وجوه غير هذا الوجه في إعجازه ، و لكن الوجه المقصود منها عند التعريف هو هذا .
ثانياً – المُوحى به : و معناه المُنزل عليه من الله عز و جل بواسطة جبريل ، و هذا أهم قيد في تعريف القرآن و تحديد ماهيته .
ثالثاً – المُتعبد بتلاوته : و المقصود به أن من خصائص هذا الكتاب الكريم أن مجرد قراءته تكسب أجراً و مثوبة عند الله ، و أن ذلك يعتبر نوعاً من العبادة المشروعة ، و أن الصلاة لا تصح إلا بقراءة شيء منه و لا يغني عنه غيره من الأذكار و الأدعية أو الأحاديث .
رابعاً – وصوله عن طريق التواتر : و معناه أن قرآنية آية من القرآن لا تثبت حتى تصل إلينا بطريق جموع غفيرة لا يمكن اتفاقها على الكذب ، ترويها عن جموع مثلها إلى الناقل الأول لها بعد أن تنزلت عليه وحياً من الله عز و جل و هو سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
فإذا تأملت هذه القيود الأربعة في التعريف تصورت حقيقة القرآن خالية عن الشوائب أي ليس بالحديث النبوي أو القراءات الشاذة أو الحديث القدسي أو الترجمة الحرفية للقرآن . إذ الحديث ليس بمعجز و القراءات الشاذة غير متواترة و الحديث القدسي غير معجز ، ذلك لأن اللفظ فيه من الرسول عليه الصلاة و السلام ، و الترجمة ليست هي اللفظ المنزل
------------------------------------------------------------------------------
من روائع القرآن – الكتور محمد سعيد رمضان البوطي